محمد العباس يرفع المطبّ... ويرفع اسم وطنه
طالب في الصف الثاني الثانوي من طلاب تعليم الاحساء في أكاديمية الكفاح الدولية يفوز في معرض جنيف الدولي للاختراعات لعام 2025، وعن تجربته يقول محمد ياسر العباس: "كانت هناك فكرة تراودني، حملتُ فيها مسؤولية إنقاذ الأرواح وتقليل المخاطر المحتملة، بسبب قوسٍ موجود في كل شارع – أقصد به المطبات – والتي كثيرًا ما تتسبب في تأخير سيارات الطوارئ، بل وتُلحِق الأذى بها وبالمركبات الأخرى.
تساءلت: كيف يمكننا أن نجد حلاً لهذه المشكلة؟ بدأت أقلب الفكرة في ذهني، أحاول أن أراها واقعًا. لم أكتفِ بالتفكير، بل بدأت بالعمل لتنفيذها. رسمت الفكرة، وضبطت أبعادها، كان لمدرستي ثانوية أكاديمية الكفاح الدولية الفضل في احتضان الفكرة , ومساعدتي في تطويرها حتى زرت فاب لاب الأحساء – وهو معمل تصنيع رقمي يحول الأفكار إلى نماذج ملموسة احدى مبادرات مؤسسة عبد المنعم الراشد الإنسانية. وهناك، وجدت الدعم والمشورة من المختصين، ساعدوني على تطوير فكرتي ونُضجها لتصبح مشروعًا مبتكرًا.
الفكرة كانت: مطبّ ذكي يمكن التحكم في ظهوره، من خلال محرك خطي يرفع المطب ليأخذ شكله المعتاد عند الحاجة، أو يخفضه ليعود الشارع سالكًا عند مرور سيارات الطوارئ. وبهذا – بإذن الله – نُسهم في إنقاذ الأرواح.
خلال أشهرٍ قليلة، نضجت الفكرة، وتحول الحلم إلى واقع، وجاء الوقت لأُمثّل بلادي في معرض جنيف الدولي 2025 م
وبفضل الله وتوفيقه، حصلت على أربع شهادات من المنظمة الصينية للاختراعات، ومن المجلس الوطني للبحوث في تايلند، ومن الاتحاد الفرنسي للاختراعات، بالإضافة إلى شهادة تقديرية من جمعية الصداقة السويسرية المصرية، وأربع جوائز أخرى من كوريا..
هذه التجربة علّمتني أن الأفكار الصغيرة قد تُحدث فرقًا كبيرًا في حياتنا، وأن الفكرة لا تساوي شيئًا ما لم تتحوّل إلى واقع... بعد أن نؤمن بها.
هي فكرة طارئة، بسيطة، ولكن تأثيرها عظيم. ونصيحتي للجميع: آمن بفكرتك، لا تستهِن بها. فقد تكون هي السبب في إنقاذ حياة إنسان.
أشكر مؤسسة عبد المنعم الراشد الإنسانية على هذا الدعم الكبير الذي تقدمه لأصحاب المشاريع. ورسالتي لكل إنسان: لا تستسلم، واسعَ خلف حلمك، فبقدر سعيك يكون الوصول.